هادية

مرّ خمســون يوماً على فراقك

خمســون يوماً ... أكثر من دورة قمر وأقل من موســم

خمســون يوماً ... مدة بســـيطة بين زيارتين

أو مكالمتين

أو أغلب الأمور الطبيعية في يوميات حياتنا

لكن خمســون يوماً من غيابك

تكسّدوا علينا يوماً بعد يوم

أثقلوا كاهلنا

أبطأوا خطانا

ما هو سحر وجودك الذي كان خفيف كهمسـة النسيم

بينما بات فراغ غيابك ثقل لا يحتمل؟

خمســون يوماً

أعدّها كمَن يعدّ حبّات القمح في مخزن المطحنة

لا جدوى من العد ســوى محاولة حصر فاشـــلة

حصر للخســارة، حصر للفقدان

حصر للوجع

خمســون يوماً، ســيتبعها خمســون وخمســون

وخمســـون

أعدها لأنها ســتتزايد، بينما أيامي معك

انتهى عدّها.

أميرة

غابت الحنونة

غاب حضن البيت الدافئ

الغرف الملأى بالأحباء والأقارب

والهتاف باسـم "أميرة" عن رأس الدرج

خلا البيت من مغزاه

انقضت أعمارنا فيه لحظة خروجك منه

باتت الجدران هشــّة، بلا لون

صغرت الغرف، تبدّل لون الشـبابيك

صفحات ذكرياتنا اصفرّت وتفتفتت واختفت

فالبيت ما حملها يوماً،

لم يحملك يوماً

أنت من كنت تحمليننا فيه.

وهكذا، انمحى عن عتبة البيت سـحر اللقاء

اندثرت خيطان الانتماء

وتغرّبنا بغيابك، يا غالية.

رحمك الله أينما كنت.