جاء كانون آخر
جاء بأعياده وبشـائره
وجاء بأحزانه
كانون آخر يشـهد على رحيل حبيبة أخرى
رحيل عمّة ثانية
...أبكرتِ بالموعد يا عمّتي
لم نقوم بعد بآخر زياراتنا
لم نسـتذكر مجدداً قصص طفولتنا التي عاشـت في عينيك
غبت عنّا وغبنا عنك سـنوات طويلة
وعدت الينا اليوم بغيابك
دخل غيابك علينا كزائر انتظر طويلاً على عتبة الباب
لم نراه، يا عمّتي، لم نتوقع قدومه
...ولكنه جاء الآن
جاء في كانون وخيّم كثلج يخفي ملامح الأرض
يغطي على ما مرّ في المواسم السـابقة
يفسـح أمامنا صفحة بيضاء تغيّبك
فنرسـم عليها ما سـكن فينا من ضحكتك
من حبك
من كفاحك
من صمودك
من جمالك...
... نرسـم عليها الى أن يذوب الثلج